أعرب المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي، عقب اجتماع طارئ تدارس فيه تداعيات الهجوم الّذي شنّته طائرات أميركية ضدّ القوات العراقية على الحدود العراقيّة السوريّة، عن إدانة الحكومة العراقية "هذا العمل الّذي تعدّه خرقًا لسيادة العراق وتجاوزًا خطيرًا على قواعد عمل قوات التحالف ومنها القوات الأميركية بالإنفراد بعمليّات دون موافقة الحكومة العراقية، ناهيك أنّ هذه العمليّة استهدفت قوات عراقيّة ماسكة لجبهة مهمّة على الحدود ضدّ فلول تنظيم "داعش" الإرهابية، وهو ما يعرّض أمن وسيادة العراق للخطر، ويهدّد أيضًا أمن الجميع دون إستثناء".
ولفت في بيان، إلى أنّ "نتيجة هذا الاعتداء، سقط عشرات الشهداء والجرحى من قواتنا الباسلة، وأنّ القوات الأميركية اعتمدت على استنتاجاتها الخاصة وأولويّاتها السياسيّة، وليس الأولويّات كما يراها العراق حكومةً وشعبًا، وأنّ حماية العراق ومعسكراته والقوات المتواجدة فيها والممثليّات، هي مسؤوليّة القوات الأمنيّة العراقيّة حصرًا، وهي الّتي تقرّر الحاجة إلى الاستعانة بشركائها، لا أن يقوم الآخرون -ومهما كانت المبرّرات- بذلك بشكل منفرد وبالضد من إرادة الدولة العراقية ومصالحها العليا".
وركّز المجلس على أنّ "العراق قد أكّد مرارًا وتكرارًا رفضه أن يكون ساحة اقتتال أو جهةً في أي صراع إقليمي أو دولي، كما بذل جهودًا مضنية لمنع الاحتكاكات والتقليل من التصادمات في بلد ومنطقة عاشت لعقود طويلة في أجواء الصراعات والتدخلات والاحتلال والحروب". وشدّد على أنّه "يجب أن لا يغيب عن ذهن أحد أنّ التضحيات الجسام والعذابات الّتي قلّ لشعب أن تحمّلها والّتي قدّمها العراق في محاربته لـ"داعش"، لم توفّر السلم والأمن في العراق فقط، بل ساهمت بشكل فعّال وأساس بتعزيز الأمن والسلم الاقليمي والدولي".
وأكّد أنّ "تهديد أمن العراق وإدخاله في صراعات جانبيّة، سيرتدّ على الجميع بأشد المخاطر والخسائر، وأنّ كثيرين ممّن سقطوا شهداء وجرحى نتيجة الهجوم الأخير قد ساهموا بصنع تلك الإنتصارات على "داعش" الارهابي"، مشيرًا إلى أنّ"هذا الإعتداء الآثم المخالف للأهداف والمبادئ الّتي تشكّل من أجلها التحالف الدولي، يَدفع العراق إلى مراجعة العلاقة وسياقات العمل أمنيًّا وسياسيًّا وقانونيًّا/ بما يحفظ سيادة البلد وأمنه وحماية ارواح ابنائه وتعزيز المصالح المشتركة".